دقّت دول العالم ناقوس الخطر، واتخذت العديد من الإجراءات الوقائية في ظل المخاوف من تحوّل مرض إنفلونزا الخنازير إلى وباء، بعد تسجيل عدد من حالات الوفاة، ومئات الإصابات
تصاعدت المخاوف الدولية من تحوّل إنفلونزا الخنازير إلى وباء، بعدما اكتُشف في المكسيك وانتقل إلى الولايات المتحدة، وبعدها إلى عدد من الدول عبر وافدين من الدول الموبوءة، ما دفع العديد من البلدان للإعلان عن إجراءات صحية وقائية.
وتمثّل المكسيك، البؤرة الرئيسية للمرض. وأكد وزير الصحة المكسيكي، خوسيه انخيل، وفاة عشرين شخصاً من أصل 81 «ترجّح» وفاتهم بهذا الفيروس، بينما وُضع 1324 مريضاً تحت المراقبة الطبية. وعلى الرغم من إعلان السلطات المكسيكية أنه لم تحدث أي وفاة جديدة بالمرض في الساعات الـ24 الماضية، فإنها عزّزت في الوقت نفسه إجراءات الوقاية لمنع انتقال العدوى. واتخذت مجموعة من التدابير شملت إصدار الرئاسة مرسوماً يقضي بعزل المرضى، ويعطي السلطات الحق في «دخول أيّ مكان» لمكافحة العدوى، إضافةً إلى حق مراقبة المسافرين والحقائب والبضائع. كما علّقت السلطات التجمعات العامة، ومدّدت فترة إقفال المدارس والجامعات في العاصمة مكسيكو ومحيطها إلى السادس من أيار. كذلك أعلنت وزارة الخزانة المكسيكية عن تخصيص 450 ألف دولار لتغطية تكاليف محاربة المرض.
في المقابل، سجلت حالات غير قاتلة في الولايات المتحدة. وأكد مسؤولون صحيّون فدراليون أمس حصول 20 إصابة بالمرض، مشيرين إلى أن 7 منها في كاليفورنيا و2 في تكساس و2 في كنساس.
وقال مسؤولون في «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» في أتلانتا إنهم أرسلوا 7 اختصاصيين في علم الأوبئة إلى هذه المناطق لنشر التوعية الصحية بشأن المرض وتوفير الدعم التقني للمسؤولين الصحيين، معربين عن اعتقادهم بأن انفلونزا الخنازير تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق سعال أو عطاس أشخاص مصابين بالمرض.
كما جدد المسؤولون التخوف من اتساع انتشار المرض والفشل في احتوائه. وقالت آن شوشات من إدارة المراكز، «من الواضح أن المرض قد انتشر ولهذا السبب نعلمكم أننا لا نستطيع احتواءه».
وفي إطار التعاون المشترك بين الولايات المتحدة والمكسيك لاحتواء انتشار المرض، وصل فريق خبراء أميركيين إلى المكسيك بدعوة من الحكومة المكسيكية للعمل مع السلطات الطبية المحلية.
ودفعت سرعة انتشار المرض، العديد من الدول إلى اتخاذ إجراءات وقائية. فطلبت الأرجنتين من أي شخص يصل على متن طائرات آتية من المكسيك توضيح ما إذا كان يعاني أعراض شبيهة بأعراض الانفلونزا. وفي بوغوتا، أجريت فحوص طبية لخمسة مسافرين قادمين من المكسيك وبدت عليهم عوارض الإنفلونزا.
أما أوروبياً، فأعلن المدير العام للصحة الفرنسية، ديدييه هوسان، احتمال إصابة شخصين عائدين من المكسيك بإنفلونزا الخنازير. ورأى أنه «من المؤكد أن حالات أخرى ستظهر في الأيام المقبلة نظراً لكثافة حركة التنقلات الجوية والبحرية». وفي نيوزيلندا، خضعت مجموعة من الطلبة والمعلمين فور عودتهم من المكسيك أمس، لإجراءات الحجر الصحي في منازلهم بعدما ظهرت عليهم أعراض المرض.
أما في بريطانيا، فنقل أحد أفراد طاقم قمرة قيادة طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية إلى مستشفى في لندن بعد ظهور أعراض عليه تشبه الإنفلونزا خلال رحلة من المكسيك، لكن التحاليل أثبتت أنه غير مصاب بالمرض. بدورها، أوصت إسبانيا المسافرين إلى المكسيك بالتزام الحذر.
وفي روسيا، أعلن السكرتير الصحافي للحكومة، ديمتري بسكوف، أمس، أن رئيس الحكومة فلاديمير بوتين، أمر بتأليف لجنة مهمتها منع انتقال إنفلونزا الخنازير إلى البلاد.
آسيوياً، كلف رئيس الحكومة الياباني، تارو أسو، رئيس الفريق الوزاري المكلّف التعامل مع الأزمة، تتسورو إيتو، اتخاذ الإجراءات الوقائية والاتصال بالبلدان التي انتشر فيها هذا الوباء لتوفير المعلومات والنصائح الإرشادية. وأعلنت كوريا الجنوبية أنها سوف تتشدد في تطبيق إجراءات الحجر الصحي والتفتيش على جميع القادمين من الولايات المتحدة.
وفي الشرق الأوسط، أعلنت الإذاعة العامة الإسرائيلية، إدخال إسرائيلي عائد من المكسيك إلى المستشفى للاشتباه بإصابته بالمرض.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ظهور انفلونزا الخنازير «حدث متعلّق بالصحة العامة يثير قلقاً دولياً». وأشارت إلى أن الإصابات البشرية التي ظهرت في المكسيك والولايات المتحدة يمكن أن تسبّب وباءً عالمياً، لكن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت ستؤدي إلى ذلك. وحثّت مديرة منظمة الصحة العالمية، مارغريت تشان، العالم على تشديد إجراءات الرصد الوبائي. وشددت على أن «تطور الوضع أمر لا يمكن التكهن به». وأوضحت أن المرض يصيب خصوصاً «شباناً بالغين في صحة جيدة»، مشيرةً إلى أن تحول الفيروس لا سابق له «في جينات لم تعرف من قبل».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)